واشنطن العاصمة – كثُر في الأيام الأخيرة لغط مفاده أن صانعي السلام في الشرق الأوسط على وشك تحقيق اختراق كبير، حيث يتوقع البعض أن يتم نشر تصريح في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في 18 أيار/مايو للقاء الرئيس باراك أوباما. هل سينجح أوباما بلوي أذرعة الإسرائيليين والفلسطينيين لدرجة أن يوافقوا في النهاية على المواضيع المختلفة؟
طالما كان أحد أكبر المعوقات في النزاع العربي الإسرائيلي كون المشكلة بالغة التعقيد. واقع الأمر أن نزاع الشرق الأوسط غير مكوّن من قضية واحدة، بل من مجموعة من القضايا متعددة الوجوه، يتوجب التعامل معها بشكل متزامن. لن يؤدي الفشل في التصرف بهذا الأسلوب إلى أية نتائج، ببساطة لأنه عندما يحين موعد قيام الأطراف ببحث القضية الثانية أو الثالثة، تكون التغييرات على الأرض، التي يثيرها "المخربون" قد أعادت توزيع الأوراق، وأرسلت الجميع إلى نقطة البداية. طالما كانت تلك واحدة من نواقص الإدارات الأمريكية السابقة، الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، التي حاولت حل المشكلة عن طريق تقسيمها إلى قضايا منفصلة. لن ينجح ذلك ببساطة.
"لا يمكن حل القضية الفلسطينية بنداً بنداً"، حسب قول الدكتور زياد عسلي، رئيس مجموعة العمل الأمريكية من أجل فلسطين للكاتب.
"من الغباء عمل ذلك بالتقسيط"، يقول فيليب ويلكوكس أيضاً، وهو دبلوماسي أمريكي سابق عمل في الشرق الأوسط ويترأس الآن مؤسسة السلام في الشرق الأوسط.
إلا أن المهمة الصعبة سوف تكون وضع جميع الأجزاء في مكانها في الوقت نفسه، حسبما يوافق عدد من المراقبين. ولكن من أين نبدأ؟
وهنا يأتي دور جورج ميتشل. وميتشل بالطبع هو المبعوث الخاص للرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط، الذي يفضل أن يلعب وأوراقه قريبة من صدره، حسب رأي رشيد الخالدي، وهو أستاذ جامعي فلسطيني أمريكي في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، عمل مستشاراً للوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد عام 1991، وهو من المطّلعين جيداً على تعقيدات العملية السلمية في الشرق الأوسط.
ويتفق عدد من المحللين الآخرين، مثل الخالدي، على أن شيئاً ما يحصل في عملية السلام في الشرق الأوسط.
"هناك بعض الأمل في الجو"، حسبما صرّح السفير ويلكوكس للكاتب. كان هناك بالتأكيد شعوراً سائداً بالتفاؤل المتجدد في أوساط بعض المحللين بأن القضايا قد تتحرك قدماً في نهاية المطاف، بشكل متزامن، وإلى درجة كبيرة كنتيجة لفكرة جديدة قدمتها إدارة الرئيس أوباما، من خلال فريق جورج ميتشل على الأرجح. إلا أن ذلك أبعد من أن يكون تصرف رجل واحد. لقد أشركت جهود تحريك عملية السلام إلى النقطة التي وصلت إليها اليوم آلاف المشاركين.
يعتقد العديد من الخبراء أن الفكرة الجديدة سوف ترتكز إلى حد بعيد على مبادرة السلام العربية، وهي خطة شاملة لحل نزاع الشرق الأوسط جرى تقديمها للمرة الأولى في اجتماع لجامعة الدول العربية في بيروت عام 2002.
بدأت المبادرة كفكرة طرحها للمرة الأولى الملك فهد بن عبد العزيز، ملك السعودية الراحل، وهي تقدم لإسرائيل اعتراف الدول الـ 23 الأعضاء في جامعة الدول العربية (22 دولة إضافة إلى فلسطين) مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل عام 1967. كان هناك حديث مؤخراً بإعادة إحياء مبادرة السلام العربية، وهو أمر يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برؤيته، حتى لا يظهر بأنه يقبل المبادرة بشكل كامل، حسب ما يعتقد نعوم شيليف من منظمة "الأمريكيون من أجل السلام الآن".
ورغم حقيقة أن الكثيرين يرون نتنياهو على أنه محافظ إلى أبعد الحدود، من المفيد التذكير أنه في الماضي، كان حزب الليكود هو الذي أعاد سيناء وانسحب من غزة، وهو الذي يمكن أن ينجز السلام مع الفلسطينيين.
"سوف يدهشنا نتنياهو جميعاً"، يقول بنيامين بن أليعازر، وهو وزير من حزب العمل، لصحيفة هآارتس اليومية.
"إنه يفهم أن هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة، وهي ليست مثل إدارة كلينتون أو بوش، وأننا إذا لم نأت بخطة سلام فسوف يتصرف طرف آخر نيابة عنا"، يقول بن أليعازر.
إلا أنه تبقى هنالك عقبة واحدة يتوجب القفز فوقها، تجعل بقية القضايا التي تم بحثها حتى الآن تبدو ضعيفة بالمقارنة، وهي قضية التسوية الداخلية بين الفلسطينيين، والجمع بين فتح وحماس. التناقض الذي يثير السخرية هو أن العقبة الأخيرة، في نهاية المطاف، التي ستؤخر إيجاد الدولة الفلسطينية، وهو حلم طالما رنا الفلسطينيون إليه لمدة طويلة، وحاربوا بشدة لتحقيقه وسكبوا الكثير من دمهم ودماء غيرهم من أجله، ستكون الفلسطينيين أنفسهم. ويخاطر الفلسطينيون بإطالة أمد النزاع لستين سنة أخرى ما لم يضعوا خلافاتهم وراءهم.
طالما كان أحد أكبر المعوقات في النزاع العربي الإسرائيلي كون المشكلة بالغة التعقيد. واقع الأمر أن نزاع الشرق الأوسط غير مكوّن من قضية واحدة، بل من مجموعة من القضايا متعددة الوجوه، يتوجب التعامل معها بشكل متزامن. لن يؤدي الفشل في التصرف بهذا الأسلوب إلى أية نتائج، ببساطة لأنه عندما يحين موعد قيام الأطراف ببحث القضية الثانية أو الثالثة، تكون التغييرات على الأرض، التي يثيرها "المخربون" قد أعادت توزيع الأوراق، وأرسلت الجميع إلى نقطة البداية. طالما كانت تلك واحدة من نواقص الإدارات الأمريكية السابقة، الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، التي حاولت حل المشكلة عن طريق تقسيمها إلى قضايا منفصلة. لن ينجح ذلك ببساطة.
"لا يمكن حل القضية الفلسطينية بنداً بنداً"، حسب قول الدكتور زياد عسلي، رئيس مجموعة العمل الأمريكية من أجل فلسطين للكاتب.
"من الغباء عمل ذلك بالتقسيط"، يقول فيليب ويلكوكس أيضاً، وهو دبلوماسي أمريكي سابق عمل في الشرق الأوسط ويترأس الآن مؤسسة السلام في الشرق الأوسط.
إلا أن المهمة الصعبة سوف تكون وضع جميع الأجزاء في مكانها في الوقت نفسه، حسبما يوافق عدد من المراقبين. ولكن من أين نبدأ؟
وهنا يأتي دور جورج ميتشل. وميتشل بالطبع هو المبعوث الخاص للرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط، الذي يفضل أن يلعب وأوراقه قريبة من صدره، حسب رأي رشيد الخالدي، وهو أستاذ جامعي فلسطيني أمريكي في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، عمل مستشاراً للوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد عام 1991، وهو من المطّلعين جيداً على تعقيدات العملية السلمية في الشرق الأوسط.
ويتفق عدد من المحللين الآخرين، مثل الخالدي، على أن شيئاً ما يحصل في عملية السلام في الشرق الأوسط.
"هناك بعض الأمل في الجو"، حسبما صرّح السفير ويلكوكس للكاتب. كان هناك بالتأكيد شعوراً سائداً بالتفاؤل المتجدد في أوساط بعض المحللين بأن القضايا قد تتحرك قدماً في نهاية المطاف، بشكل متزامن، وإلى درجة كبيرة كنتيجة لفكرة جديدة قدمتها إدارة الرئيس أوباما، من خلال فريق جورج ميتشل على الأرجح. إلا أن ذلك أبعد من أن يكون تصرف رجل واحد. لقد أشركت جهود تحريك عملية السلام إلى النقطة التي وصلت إليها اليوم آلاف المشاركين.
يعتقد العديد من الخبراء أن الفكرة الجديدة سوف ترتكز إلى حد بعيد على مبادرة السلام العربية، وهي خطة شاملة لحل نزاع الشرق الأوسط جرى تقديمها للمرة الأولى في اجتماع لجامعة الدول العربية في بيروت عام 2002.
بدأت المبادرة كفكرة طرحها للمرة الأولى الملك فهد بن عبد العزيز، ملك السعودية الراحل، وهي تقدم لإسرائيل اعتراف الدول الـ 23 الأعضاء في جامعة الدول العربية (22 دولة إضافة إلى فلسطين) مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل عام 1967. كان هناك حديث مؤخراً بإعادة إحياء مبادرة السلام العربية، وهو أمر يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برؤيته، حتى لا يظهر بأنه يقبل المبادرة بشكل كامل، حسب ما يعتقد نعوم شيليف من منظمة "الأمريكيون من أجل السلام الآن".
ورغم حقيقة أن الكثيرين يرون نتنياهو على أنه محافظ إلى أبعد الحدود، من المفيد التذكير أنه في الماضي، كان حزب الليكود هو الذي أعاد سيناء وانسحب من غزة، وهو الذي يمكن أن ينجز السلام مع الفلسطينيين.
"سوف يدهشنا نتنياهو جميعاً"، يقول بنيامين بن أليعازر، وهو وزير من حزب العمل، لصحيفة هآارتس اليومية.
"إنه يفهم أن هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة، وهي ليست مثل إدارة كلينتون أو بوش، وأننا إذا لم نأت بخطة سلام فسوف يتصرف طرف آخر نيابة عنا"، يقول بن أليعازر.
إلا أنه تبقى هنالك عقبة واحدة يتوجب القفز فوقها، تجعل بقية القضايا التي تم بحثها حتى الآن تبدو ضعيفة بالمقارنة، وهي قضية التسوية الداخلية بين الفلسطينيين، والجمع بين فتح وحماس. التناقض الذي يثير السخرية هو أن العقبة الأخيرة، في نهاية المطاف، التي ستؤخر إيجاد الدولة الفلسطينية، وهو حلم طالما رنا الفلسطينيون إليه لمدة طويلة، وحاربوا بشدة لتحقيقه وسكبوا الكثير من دمهم ودماء غيرهم من أجله، ستكون الفلسطينيين أنفسهم. ويخاطر الفلسطينيون بإطالة أمد النزاع لستين سنة أخرى ما لم يضعوا خلافاتهم وراءهم.